عندما ننظر إلى دعوة ما ونسأل ما النتائج المترتبة على هذه الدعوة وما الأثر في اتباع هذه الدعوة على ما نعتقده؟ سيختلف استقبالنا وتقييمنا للحق! ولكن علينا أن نقول هل الدعوة في ذاتها تحمل الحق أم الباطل؟
الرؤية والوجهة هي التي تحدد طريقة الاستقبال والاستماع للقول، فإن كان الهدف هو الاستقرار والبقاء على الموروث، كانت الأذن مشدودة فقط إلى ما يرفع من شأن أويثبت ذلك الموروث! وإن كان الهدف والوجهة هي اتباع الحق مهما كانت النتائج المترتبة منه كان التقييم للحق نقياً صافياً موضوعياً لا تشوبه تجاذبات النفس والهوى.
العقل يرشد إلى أن الحق أحق أن يتبع، وليس من الصواب أن يتبع الحق أهواء الناس، ولو فعل لفسدت السماوات والأرض. لكن تحذير المكذبين بدعاوى الحق إلى أتباعهم كانت ولازالت تحمل شعار: إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تأتوه فاحذروا.. فهم يكرسون في أذهان أتباعهم التوجه والاهتمام بالنتيجة وبشكلها بكل دقة وأن لا يأخذوا أي حكمة ولا يستسلموا لأي مقولة تكون نتيجتها مخالفة لما وجدوه في أسلافهم. ولكن ديدن العقلاء والمستسلمين لله هو الاستماع للقول واتباع أحسنه، فهم يستمعون ويقيمون القول ومن ثم يتبعون أحسنه . المهم الحق .. المهم أن تكون المقدمة صحيحة .. ولا يهم بعدها أي نتيجة يكونون فيها!! وأي تصنيف يقعون فيه وأي مسمى يلمزون به .. المهم الحق .. ولا تأخذهم في الحق لومة لائم.